الفصل 18 من رواية الابنة المزيفة
تنويه : يحتوي الفصل على مشاهد تعذيب قد لا تناسب بعض من القراء
* قد نلتقي مرة أخرى ، لكن هذه المرة بدلا أن تقبل رقبتي ، سوف تود خنقها الى أن تنقطع انفاسي *
- اخبرتك أني لا أريد رؤية وجهك
جملة قالها أدم لألكس الذي سمح لنفسه بالدخول الى منزله دون سابق انذار ، رد عليه هذا الاخير ببرود مماثل
- و من قال أني اريد رؤيتك ، هل وجدتها ؟
تشنجت عضلات أدم من العصبية : و ما شأنك ؟
لاحظ ألكس حالة أدم المزرية من ارهاق لذلك قرر اخباره و انهاء الموضوع سأله سريعا : هل تعلم من تكون زوجة خوان ؟
تجهمت ملامح أدم بغضب : لا يهمني ، كل ما اريده هو رأس ذلك العاهر ، و لو كانت مهمة بالنسبة له كان ليأخدها معه .. كان يستخدمها كدرع فقط .. لكن سيكون من المسلي أنك يشهد مقتلها امام عينيه حين أجده ...
سأله مجددا : هل هي تحت المراقبة ؟ هل تعرف تحركاتها ؟ هل تعرف اذا كانت متورطة في أي شيء ؟
لم يذهب عقل أدم الى ناحية تورطها لكنه يعلم انها لم تهرب معه ، ليجيبه باقتضاب : هي تحت المراقبة بالتأكيد ، لكن لا شيء مريب حولها ، هي مستمرة في عيش حياتها على حسب ما يصلني من معلومات ..
هز ألكس رأسه بانكار شديد ، يبدو ان تلك المرأة تجيد حياكة المؤمرات جيدا : لا أعلم كيف اقول هذا ، بل لا افهم كيف أنك لم تكن تعلم ذلك ؟
بدأ صبرادم ينفذ و صرخ به : تخبرني ماذا ؟
حاول ألكس أن يجد طريقة أخرى لاخباره ، هو يعرف صديقه حق المعرفة ، قد يقتله حتى قبل أن ينطق : هل تعلم من تكون والدة ليلا ؟
ضاق أدم ذرعا بسخافة صديقه لكنه يود أن يعلم ما علاقة كل هذا بوالدتها ليقول بضيق :لقد هجرتها في صغرتها هربا من والدها السكير ، قصة تقليدية حزينة ...اسمها هو ... اسمها ...
قالها ألكس بنبرة خافتة : سيلفيا
مر ثوان من الصمت و قال أدم بنبرة مهتزة : انت لا تقصد ما يدور في رأسي ، أليس كذلك ؟
هز رأسه في أسف : بل هو بالفعل ، انها ابنتها .. ، و هي الان معها ..
نظر اليه أدم بصدمة شديدة ، لم يجد ما يقوله ، لن يكذب ألكس في موضوع مثل هذا ، لأن أدم يسهل عليه التأكد من الحقيقة ، اقترب منه ألكس و ربت على كتفه قائلا بحزن : أمازلت تظن أنني قد اقتل عائلة صديقي الوحيد ، بل أخي ، لو كنت بقيت معهم في تلك الحفلة كنت سوف تموت لا محالة ، لكن الان لديك فرصة للانتقام ممن قتلوا عائلتك
لم يجبه أدم بأي كلمة ، ليربت ألكس مجددا على كتفه و يقول : تعلم أين تجدني ، اعتني بنفسك ....
اختفى ألكس خارجا تاركا أدم غارقا في بحر من الظلام ... ظلام سوف يغلف روحه الى وقت طويل ....
موت عائلته و فقدان والديه كان شيئا ، و معرفة ان المراة الوحيدة التي سمح لها بالاقتراب هي من طعنته ، هي من ساعدت خوان في كل شيء ، لذلك قبلت بكل شروطه ، لذلك لم تناقش كثيرا ، لذلك تقبلت حقيقته كرجل مافيا ، لكنه ... لكنه احبها
اعترف لنفسه بحبها حين علم بخيانتها له ، يا لها مهزلة
كل شيء كان كذبا ، كل شيء مزيف ...
ألمه أن يعرف هذه الحقيقة ، بل مزق روحه ، كان يشعر بألم شديد في صدره ، ألم يقتله رويدا رويدا ، و كأن العالم كله اتحد من أجل أن يدمر ما بقي من روحه
-------------------------------------------------------
- لا أعلم أين كان عقل زوجك حين فعل هذا الهراء ؟
سألت نورا ابنتها هذا السؤال بانفعال واضح لتقول لها سيلفيا : أمي ، خوان رجل مجنون ، يريد ان يستولي على كل شيء ، و طمعه هو من سيقضي عليه ...
كان سيلفيا تود ان تشارك والدتها اهانة خوان لها و ضربه لها لكنها احتفظت بذلك لنفسها ، اعادها صوت والدها الى الواقع : علينا أن نسافر ايضا ، ذلك أدم المجنون سوف يفعل بينا شيئا ...
هزت رأسها بانكار قائلة : ابي لن يوافق ، هروبنا معناه أن نتخلى عن كل شيء
- انا لن اقبل ان نضل هنا تحت التهديد ، لا يهم المال المهم هو سلامتنا
فكرت سيلفيا قليلا ثم قالت : لكن بامكانك السفر اولا ، ثم انا ثم والدي ، هذا الفارق بيننا سوف يعطينا فرصة للحصول على اموالنا ، و لن نظهر على اننا هاربون
فكرت نورا قليلا و احتضنت وجه ابنتها قائلة : عزيزتي ، كيف يمكنني ترككما هنا لوحدكما ..
شدت سيلفيا على يد والدتها : صديقني يا امي ، هذا هو الحل الوحيد كي نستطيع أن ننقذ و لو القليل من اموالنا ، تحدثي الى والدي و سوف ترين ان سوف يقبل بهذا ، و سوف نجتمع في مدة وجيزة
هزت نورا رأسها في ايجاب و نهضت من مكانها ذاهبة عند زوجها ، كانت سيلفيا تمتلك تلك القدرة السحرية على قلب الموازين ، و اقناع حتى الشيطان بتنفيذ ما تريد ، لكنها أيضا لم تكن لتخرج من هذه البلاد دون ابنتها ، و الى حين ان تهدأ الامور يجب عليها أن تبقي على سرية وجودها كي لا تعرضها للخطر ، فوالدها مستعد ان يبيع ليلة من اجل انقاذ نفسه من قبضة أدم و هو شيء لن تسمح به ....
---------------------------------------------------------
في صباح اليوم التالي ، كانت سيلفيا و والدها يودعان أمها لتسافر ، غادرت سيارة والدتها ، لتلتفت الى والدها و تقول بعملية : هل وجدت طريقة ما للتفاوض مع أدم
هز روبيرتو رأسه قائلا : انه يؤجل قتلنا الى حين أن يجد ابنته
قالت سيلفيا في نفسها " في هذه الحالة سوف نعيش كثيرا "
و عادت لتقول : لا بأس سوف نتحدث مع باقي رؤساء العائلات ، ونجد أحدا ليتوسط لنا عنده كي نتفاوض
رفع روبيرتو حاجبيه في تعجب : هل تودين المشاركة في كل هذا ؟ لم تهتمي يوما بهذه الامور
هز رأسها بالايجاب : لقد ورطني خوان بالفعل ، كما أنني الان قد كبرت لم أعد تلك الشابة الطائشة ، التي لا تهتم بشيء سوى اللهو و الحب ...
نطقت تلك الكلمة الاخيرة بألم ، ألم من لم تجرعت الذل و الاهانة تحت مسماه دائما ...
------------------------------------------------------
صفع أدم الشخص المكبل امامه بقوة جعلت الدماء تتطاير من شفتيه ، فهو قد أمضى الليلة كلها تحت التعذيب ، و لم يكن هذ الشخص هو كارلو ، رغم ألمه و جروحه تحدث كارلو بسخرية : لما لا تقتلني ، و تنهي هي المهزلة ، اعتقد ليس لديك وقت لي ، اه صحيح لقد ماتت عائلتك الان لديك كل الوقت
لكمه أدم بقوة جعلته يبصق دما و بعضا من اسنانه معه ، كان وجه كارلو و جسمه مغطى بجروح عميقة ، تناول ادم أحدى السكينة التي تم وضعها فوق النار لمدة لا بأس بها ، و وضعها على أحد الجراح ليصرخ كارلو متألما ، و كلما زاد صراخه ، زاد أدم من ضغطه بالسكين حتى وصل الى عظمه و همس له بصوت يشبه فحيح الافعى : الموت رحمة لك ، بل خدمة سأقدمها لك ، و انا اريدك أن تتمنى الموت و لا تجده الى ان اقرر خلاف ذلك ...
تراجع أدم قليلا من مكانه و تأمل جسم كارلو و ركز نظره حول منطقة حوضه ، ابتلع كارلو ريقه و هو يحاول أن تطرد تلك الافكار المخيفة التي تسلسلت الى عقله المنهك من التعذيب ، قال أدم بنبرة خالية من الانسانية : جردوه من بنطاله
هز كارلو رأسه نافيا و هو يحاول المقاومة ، لكنه استطاعوا فعل ذلك رغما عنه ، وقف في النهاية عاريا امام أدم ، تذكر هذا الاخير ما حكته له ابنته عن معاملة كارلو لها و استغلال برائتها من اجل افعاله الدنيئة ، لكن ما تأكد منه انه لا يعلم بكونها ابنته ، فهو اختارها بصفته قوادا ، كان ضابط شرطة و قوادا في نفس الوقت ، تقزز أدم أكثر و أكثر و احضر أحد المسامير و قام بادخالها في رجولته ، لتنطلق صرخة مدوية من كارلو هزت المكان لكنها لم تهز شعرة من أدم بل قام بتكرار الامر مرات عديدة حتى اغمي على كارلو من الالم ، طلب من أحد الحرس جعله يفيق مجددا ، و نجح في ذلك بعد مدة وجيزة ، ليكمل أدم مجزرة تعذيبه ...
قام بتكسير كل اصابع يد كارلو ، اصبعا اصبعا حتى عويل و صراخ هذا الاخير الذي يكاد يموت من الوجع و الألم ، فقد قتل رجولته ، و الان يقوم ببتر كل شيء فيه ، اغمي على كارلو للمرة التانية و لكن هذه المرة لم ينظر أدم أيا من الحرس ان يوقظوه يل قام بنفسه بسكب كمية معتبرة من الكحول على جروحه ، لينتفض جسد كارلو كدلالة على حياته
ابتسم أدم ابتسامة شيطانية و هو همس لكارلو بجانب أذنه قائلا : ألم اخبرك ، انك ستتمنى الموت و لن تجده ، و الان الى الفقرة الختامية
احضر أدم مقصا كبيرا ، و مال على رأسه كارلو الذي كان يهذي بهمهات غير مفهومة ، ليقول له : كان عليا فعل هذا ، حين تطاولت عليا أول مرة ، ربما ما كنا لنصل الى هنا
ادخل يده في فم كارلو و أخرج لسانه ليحشر فيه المقص مرات عديدة ، و يفقد كارلو بعدها الوعي للمرة الاخيرة ، تفحص أدم نبضه فوجده ضعيفا ...
اشار بيده الى أحد الحرس ، بأن يكملوا بنفس الوتيرة الى ان يموت .....
--------------------------------------------------
كانت ماريا تحاول النوم لكنها لم تستطع بسبب خوفها ، فشساعة حجم الجناح يجعلها تتخيل امورا مخيفة ، شعرت ببابها يفتح ، لتجد والدها قد عاد ، هرعت الى احضانه مهرولة ، في تلك اللحظة شعر ادم بانسانيته تعود من جديد ، و ان ذلك الوحش الذي بداخله قد عاد الى نومه مجددا الى حين اشعار أخر ...
طمئنها قليلا ، لتقول له بخوف : لا اريد البقاء في الجناح ، انه مخيف
قبل أدم رأسها قائلا : حلوتي انت فتاة كبيرة الان ، ثم انك تحبين هذا الجناح انه يذكرك بطفولتك ، و اردت البقاء هنا حتى تستعدي ذكرياتك أكثر و أكثر ... ثم أنه يجب عليك ان تكوني شجاعة و تواجهي مخاوفك لا أن تهربي منها
حاولت ماريا ان تبرر له لكنه مشى بها الى سريرها ودثرها جيدا و القى بنفسه على جانب من سريرها و قال : انا مستعد أن ابقى معكي الى أن تنامي ما رأيك ؟
هزت رأسها موافقة على كلامه و اغمضت عينيها ، داعب هو خصلات شعرها الى ذهبت في نوم عميق ، قبلها بحنان بالغ و خرج من جناحها ، و بينما في طريقه الى جناحه بلغه أن هناك شخصا يريد مقابلته ، و ليس أي شخص ...
- لا أعلم بما أصف قدومك الى هناك شجاعة أم وقاحة
جملة قالها أدم قبل ان يلقي بنفسه على كرسي مكتبه و يقابل تلك الزائرة التي لم تتوانى في الاجابة
- بل جرأة سيد مديتشي ، تعازي الخالصة بالنسبة لعائلتك
رد أدم باقتضاب : الفضل يعود الى زوجك و والدك
-حاولت سيلفيا التبرير : والدي لم يكن يعلم أن خوان سوف يوظف تلك الاموال في ذلك
منعها أدم بحدة : دعك من مبررات الاطفال هذه ، و اخبرني بعرضك ؟
ابتسمت سيلفيا بثقة : و كيف تعلم أن عندي عرضا ما ؟
اجابها بتلقائية : لا يحتاج المرء ذكاء كي يعرف أن امرأة زوجها و والدها مهددان بالقتل لن تأتي الا اذا كانت تحمل عرضا ما
قالت سيلفيا بتلقائية : خوان مقابل حياة والدي
هز أدم حاجبيه بثقة : يا لك من زوجة وفية حقا ، اشكر عرضك السخي لكن افضل قتلكم كلم ...
وضعت سيلفيا قدما على قدم قائلة بتعال: لا تنسى ان ابنتك لا تزال بحوزته
صحح لها ادم قولها : بل الاجدر ان تقولي أن ابنتك بحوزتك ، تلك ليست ابنتي ...
جحظت أعين سيلفيا في صدمة ، لقد قامت بكل احتياطاتها ، كيف علم هو ؟ ، كانت سوف تستغل تلك النقطة كي تنقذ والدها ثم تفضح الحقيقة بان ليلة ابنتها هي و الان لقد تدمرت خطتها ، تثاقل تنفسها و هربت بعينيها بعيدا عنه
سمعت صوته القائل بسخرية : هل حقا ظننت انك بامكانك مساوامتي ؟ كم تبدين غبية ، الان غادري القصر بل أن اجعلك تغادرين الدنيا كلها
اطلقت الريح لقدميها خارجة من هناك بسرعة ، دون ان تلتفت ورائها حتى ، تذكرت ما قالته ليلة لها لتهمس لنفسها : كيف لها أن تحب ذلك الشيطان ..
-----------------------------------------
بدأ العديد من المسؤولين يتوافدون الى منزل ادم من اجل التوسط لايجاد حل وسط يرضي كل الاطراف ، فالجميع خائف من تحصل هرب أهلية بين المافيا بسبب انتقام أدم ... بمشورة من ألكس الذي عاد محل ثقة لأدم وافق هذا الاخير على الجلوس حول طاولة المفاوضات ...
مر أسبوع كانت المفاوضات قائمة على قدم و ساق من أجل توصلوا مع أدم نتيجة مرضية نوعا ما ، و الحقيقة أن أدم قد وافق مبدئيا على كل ذلك ، حتى ينفذ ما يريده ، و كان ذلك الاجتماع الاخير الذي سوف توضع فيه النقط على الحروف ، ليقول أدم بنبرة جدية و خالية من المشاعر :حسنا ، سوف احصل على رأس خوان و اولاده و كل املاكه ... اضافة الى
اضاف أدم بنبرة شيطانية : اضافة الى حفيدة روبيرتو ... ليلا
---------------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق