الفصل 27 من رواية الابنة المزيفة
يقترب رويدا رويدا تشعر و كأنه يمشي على قبرها ، لم تفكر في تلك اللحظات التي سوف تجمعها به كأي زوجين عاديين ، لقد كانت مخدرة تماما منذ أن اختطفتها والدتها , شخصيتها الغيت ، صوتها دفن في قبر مهجور منذ مئة عام ، و كل ما بقي لها هو البكاء و العويل ، و لعلها اذا جمعت عدد الدموع التي ذرفتها سوف يفوق مجموعها ما ضحكت في حياتها البائسة .. لم يكن يريد ايذائها ، حاشا أن يفعل ذلك بها ، فهي الأن تسكن في أضلعه ، لكنه يود لو أنها تتخلى عن الحصن التي بنته حولها ، حصن من الغضب لا ينضب أبدا ، موجات من الصراخ لا تنتهي ، هو مذهول من بقائها هادئة في حضرة ذلك الأحمق الذي ابرحه ضربا قبل قليل ... لكنه أدرك أنها لازالت تمتلك التي البراءة التي لم تلوثها كل مرت به ، فعندما سألها كاسل أجابت بعفوية و صدق ، لو كانت خبيثة كانت لتكذب و تنافق لكنها لم تفعل ، تبدوا مثل القطة الخائفة الأن .. منظرها شهي للغاية ، تلك العنق المرمرية تدعوه الى قبل لا حصر لها ، و ذلك القد الرشيق يدعوه الى حضن لا ينتهي ، و منحنيات جسدها تجعله يفكر في أفكار لا علاقة لها بالشرف او الأخلاق ... قرأ في عينيها خوفها مما يود أن يفعله ، أو مما يدور في...