المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, 2025

الفصل 27 من رواية الابنة المزيفة

يقترب رويدا رويدا تشعر و كأنه يمشي على قبرها ، لم تفكر في تلك اللحظات التي سوف تجمعها به كأي زوجين عاديين ، لقد كانت مخدرة تماما منذ أن اختطفتها والدتها , شخصيتها الغيت ، صوتها دفن في قبر مهجور منذ مئة عام ، و كل ما بقي لها هو البكاء و العويل ، و لعلها اذا جمعت عدد الدموع التي ذرفتها سوف يفوق مجموعها ما ضحكت في حياتها البائسة .. لم يكن يريد ايذائها ، حاشا أن يفعل ذلك بها ، فهي الأن تسكن في أضلعه ، لكنه يود لو أنها تتخلى عن الحصن التي بنته حولها ، حصن من الغضب لا ينضب أبدا ، موجات من الصراخ لا تنتهي ، هو مذهول من بقائها هادئة في حضرة ذلك الأحمق الذي ابرحه ضربا قبل قليل ... لكنه أدرك أنها لازالت تمتلك التي البراءة التي لم تلوثها كل مرت به ، فعندما سألها كاسل أجابت بعفوية و صدق ، لو كانت خبيثة كانت لتكذب و تنافق لكنها لم تفعل ، تبدوا مثل القطة الخائفة الأن .. منظرها شهي للغاية ، تلك العنق المرمرية تدعوه الى قبل لا حصر لها ، و ذلك القد الرشيق يدعوه الى حضن لا ينتهي ، و منحنيات جسدها تجعله يفكر في أفكار لا علاقة لها بالشرف او الأخلاق ... قرأ في عينيها خوفها مما يود أن يفعله ، أو مما يدور في...

الفصل 26 من رواية الابنة المزيفة

* لم أكرهك ، لكن كسرت ما بقي من روحي *  -هل حصل لك  مشاكل مع أبي بسببي ؟  سألته ماريا ببراءة أحبها للغاية ، هز رأسه نافيا و قال ممازحا :لا ،  لكنه نفاني اليك ، حتى أضمن سلامتك ..  نظرت اليه ماريا بخبث و سألته بينما تحدق في الفراغ  : هل أنت متضايق أنك معي هنا ؟  توتر ألكس و غير الموضوع : لم تتحدثي مع والدك منذ قدومك الى هنا ، أليس كذلك ؟  شهقت بتذكر : ياالهي ، لقد نسيت تماما ، سوف أتحدث معه حين أعود الى الفندق بالتأكيد ، على الأغلب انه غاضب مني بسبب ما فعلته  لذلك لم يتصل ...  احتفظ ألكس بما يعرفه لنفسه و قال باقتضاب : على الأغلب هو كذلك  ..  ----------------------------- --بدلا من أقوم بمضاجعة احدى جميلات ميلانو ، انا هنا أراقب ابنتك أيها العاهر  قالها ألكس  بضيق مصطنع ، رد أدم باقتضاب : انت من سمحت لها بالذهاب ، انت من تتحمل مسؤوليتها ...  ذهل ألكس من منطق أدم و قال له بذهول  : ألست خائفا عليها مني ؟ أنت تعلم أنني لست رجلا فاضلا أو رجل دين  أخبره أدم بعملية شديدة : و لست بيدوفيليا أيضا على حسب علمي ، ل...

الفصل 25 من رواية الابنة المزيفة

---------------------------------- " لم أخلق كي أكون قدر أحد ، بل لأصنع قدري وحدي فقط " -اللعنة ، قومي بخياطتها فحسب  صرخ أدم بالطبيبة المعالجة لحالته ، تنهدت هذه الاخرى و قالت بعملية : لا رجل ينهض من فراشه بعد يوم واحد من اصابته برصاصة في صدره ... انت محظوظ أنك لازلت حيا سيد ميديتشي  قال لها بتكهم : لست أي رجل ، و لست محظوظا ، انه قدري ، و قدرك الأن معلق بايقافك لهذا النزيف .. كانت تعقم جرحه و تعيد خياطته مجددا ، بينما كانت ملامحه جامدة للغاية و كأنه لا يشعر بأي ألم ، فهي لم تضع أي مسكن موضعي ، معه حق عندما أخبرها أنه ليس أي رجل ، لم تستطع مقاومة سؤاله : كيف حال السيدة؟  نظر اليها بحدة ، ثم استوعب فجأة انها امراة مثلها و هي من أنقذت حياتها فلا داعي للانفعال ، رد باقتضاب : بخير ..  انهت عملها و ضمدت جرحه مجددا و قالت بقلة حيلة : اذا بقيت على هذه الحالة من الحركة ، سوف تنزف كل يوم الى أخر قطرة منك، عليك بالراحة ...و على السيدة أن ترى طبيبا نفسيا ، الانتحار علامة على مشاكل نفسية ..  لم يرد بشيء و هو ما توقعته منه ، أشار اليها بالخروج ، فقالت باحترام : الى اللقاء س...

الفصل 24 من رواية الابنة المزيفة

" أدركت فقط بعد فقدانك أني كنت مهووس بك "  مرت ليلة هادئة على ميلانو ، لكن لم تكن هادئة على ليلا ، كانت تشعر بضيق شديد لا تعرف ماهيته ، حسنا لقد مات هذا ما يستحقه ، هذا ما كان يجب أن يحدث ، لكن لما عليه أن يموت ببساطة هكذا ، لما لم يدفع ثمن كل ما فعله بها ، لما حتى الموت سهل بالنسبة له ، تمنت لو ظل حيا فقط كي تنتقم منه ، كانت لتفعل أي شيء من أجل أن يتجرع نفس الكأس التي اسقاها منه ...  فكرت في مستقبلها ، و فيما عليها أن تفعل بعد أن تتحسن حالتها ، فكرت في التنازل عن أمواله من أجل والدتها شرط ان تتركها و شانها و لا تبحث عنها مجددا ، و تحتفظ بمبلغ قليل يكفيها للسفر من البلاد كلها ...  ذهبت ذاكرتها الى ذلك القصر الذي يقبع في لاهاي ، لقد أحبته كثيرا ، ربما تحتفظ به و تبقى هناك لما بقي من حياتها ...  نفظت تلك الفكرة من رأسها فكيف لها ان تبقى في قصر قاتل والدها ، و تراجعت عن تلك الفكرة على الفور ...  كانت النافذة قريبة منها لتتأمل السماء و تتنهد في صمت حمل الكثير من الألم ، فهي الأن وحيدة في هذا العالم الكبير تحمل في قلبها جروح لن تشفى مدى الحياة ...  على الجانب ال...

الفصل 23 من رواية الابنة المزيفة

"جسدي الأن مجرد جثة هامدة هل لك أن تسامحي روحي الضعيفة " لم يسمح له القدر بأن يصحح خطئه بل باغته في لحظة ظن فيها انه سيطر على كل شيء ، ظن أنه فاز أخيرا و بقي فقط  أن يخبرها انه ظلمها ، انه مخطئ ، انه ظالم ...  كان مستعدا أن يجثوا على قدميه أمامها ، أن يرجوها أن تسامحه بل قد يتوسل اليها ، كان يحمل من الحب في صدره ما يجعله هو أدم مديتشي ينحني أمام سطوة عشقها ...  لكن تلك الرصاصة وجدت طريقها الى صدره أسرع مما كان يتوقع ، تلك الرصاصة وجدت مسكنا لها بين أضلعه ، ربما وجدتها  هناك داخل قلبه ، ربما وجدت ليلة ...  ممرضون يهرولون به بين أروقة المستشفى ، أطباء يستعدون من أجل ادخاله العمليات ، موظفون يتهامسون حول هوية الرجل الذي سحر ميلانو بقوته و جبروته ...  الأن هو ملقى على سرير يجره العديد من الممرضين المرتعدين أن ذلك الرجل الذي كان يخيف أيا كان بنظرة واحدة ، جثة هامدة ..  ---------------------------------- لم يكن من السهل اخفاء حدث مثل هذا في ميلانو ، و خاصة أن مايكل لم ينوي اخفاء ذلك ، كان يود فقط ان يتأكد ان روحه قد فارقت جسده ، كي يعلن انه هو من قتله أما ال...