الفصل 26 من رواية الابنة المزيفة

* لم أكرهك ، لكن كسرت ما بقي من روحي * 

-هل حصل لك  مشاكل مع أبي بسببي ؟ 

سألته ماريا ببراءة أحبها للغاية ، هز رأسه نافيا و قال ممازحا :لا ،  لكنه نفاني اليك ، حتى أضمن سلامتك .. 

نظرت اليه ماريا بخبث و سألته بينما تحدق في الفراغ  : هل أنت متضايق أنك معي هنا ؟ 

توتر ألكس و غير الموضوع : لم تتحدثي مع والدك منذ قدومك الى هنا ، أليس كذلك ؟ 

شهقت بتذكر : ياالهي ، لقد نسيت تماما ، سوف أتحدث معه حين أعود الى الفندق بالتأكيد ، على الأغلب انه غاضب مني بسبب ما فعلته  لذلك لم يتصل ... 

احتفظ ألكس بما يعرفه لنفسه و قال باقتضاب : على الأغلب هو كذلك  .. 


-----------------------------

--بدلا من أقوم بمضاجعة احدى جميلات ميلانو ، انا هنا أراقب ابنتك أيها العاهر 

قالها ألكس  بضيق مصطنع ، رد أدم باقتضاب : انت من سمحت لها بالذهاب ، انت من تتحمل مسؤوليتها ... 

ذهل ألكس من منطق أدم و قال له بذهول  : ألست خائفا عليها مني ؟ أنت تعلم أنني لست رجلا فاضلا أو رجل دين 

أخبره أدم بعملية شديدة : و لست بيدوفيليا أيضا على حسب علمي ، لن تضاجع طفلة بالتأكيد ، و الأهم من كل هذا أستطيع وضع رصاصتين في خصيتيك اذا جرأت ، و الأن أعطني ابنتي لأتحدث اليها .. 

لم يجد ألكس مخرجا من مأزقه هذا فأعطى الهاتف اليها وخرج من الغرفة ، سمعت صوته القائل : 

" أهلا بابنتي التي هربت من أحضاني بينما انا منشغل "

تنهدت ماريا بقوة و قالت بأسف حقيقي : لم أستطع منع نفسي ، كنت مشتاقة اليها أبي أرجوك لا تغضب مني 

هو يعرف ذلك ولن يناقشها في والدتها التي حرمت من أحضانها لمدة عشرسنوات 

سألها أدم باهتمام : كيف هي ؟ 

أجابت باقتضاب : تسأل عن الرجل الذي لم يغفر لها طيلة عشر سنوات ... 

قال أدم بنبرة غلبها بعض التأثر  : اخبرتها أني تزوجت؟ ..

نفت ذلك قائلة بحزم  : انت من تزوج ،  و أنت ستخبرها حين نعود ، الأطباء أخبروني أنها بصحة جيدة ، لماذا لم أبقيتها هنا اذن طيلة هذه المدة؟ 

رد أدم بسوداوية أخافتها : لأنها لم تكن سوف تعيش اذا أخرجتها من تلك المصحة ،كان  عزائي الوحيد لفقدانك أنها أخدت عقوبتها بفقدان عقلها نسبيا  ... 

سألته ماريا و هي تلتفت حولها خوفا من أن يسمعها ألكس : هل أحببتها ؟ 

صارحها أدم : تزوجتها لسبب .... كنت أفكر في ايجاد سكن مناسب لها هنا عندما تعودان ... 

قالت ماريا بسخرية : لا تريدها ان تعيش مع زوجتك تحت سقف واحد ، كم هذا لطيف ، ما التالي سوف تطردني انا  ؟ 

قال أدم بعملية : هل هناك طليقان يعيشان معا يا ابنتي؟ ، كوني واقعية أنت أنضج من هذا بكثير ... 

زفرت ماريا بضيق : أريد أن نبقى هنا لوهلة أكثر ... أريد بعض الوقت مع أمي ..

أضافت  بنبرة مهتزة : أحس أني لازلت محتاجة الى وقت مستقطع من كل شيء هناك ..

تفهم أدم ذلك و قال : لا بأس يا صغيرتي ما دمت بخير ، و صحة جيدة و بأمان ذلك هو الأهم عندي ، سوف أتصل بك يوميا الى أن تتوصلي الى قرار مناسب ، و اود أن أقول لك شيئا يا حلوتي ، نهاية العلاقات هي بداية علاقات جديدة ، والدتك لها الحق أيضا في ان تجد رجلا أخر يناسبها ، فمنذ البداية لم أكن ان الرجل الذي يناسبها ... 

أحست ماريا بما يود والدها قوله ، هو يقصد انها هي الشيء الوحيد الذي ربط والديها ببعضهما البعض و حين اختفت من حياتهما تفككت تلك الرابطة بسهولة ، ردت باقتضاب و هي تحاول منع نفسها من البكاء : تصبح على خير يا أبي ..

أخبرها أدم بنبرة أبوية حنونة : تصبحين على خير يا حلوتي .. 

أغلقت الخط و انهمرت دموعها بحرارة شديدة ، كانت تطمح كثيرا لان تجمع والدها مع والدتها ، تطمح ان تعيد شرارة الحب بينهما ، لكنها اكتشفت أن الحب بينهما قد انتهى ، لكن ماذا تعلم هي عن الحب ؟ فقد تعلمت فقط ممارسة الجنس و الطاعة ، اما الحب فلم تعرفه، دخل ألكس و وجدها على تلك الحالة ، لمس خصلات شعرها قائلا بخوف : ما الأمر ماريا ؟ هل حدث شيء لوالدك ؟ 

هزت رأسها نافية و قالت بكذب : انا فقط اشتقت اليه ، لكن عليا البقاء مع أمي أكثر هنا ... 

حاول طمئنتها : لا بأس ، سوف أقوم بتوصيل الانترنت و يمكنك رؤيته صوتا و صورة متى أردت ذلك، وسوف تبقين على اتصال به دائما.. 

ابتسمت له عبر دموعها و احتضنته بقوة ، اجتاح جسده العديد من المشاعر ، و حاول مقاومة ذلك بقوله  لنفسه : انها مجرد طفلة ، مجرد فتاة صغيرة ، ما تحس به شيء خاطئ 

لكنه لم يستطع مقاومة التربيت على ظهرها الى أن هدأت ....

------------------------------------------------------------

في مكان أخر ، كان قصر دالاس يغرق في صمت مرير ، بينما كان مايكل يقوم باتصالات عديدة ، كانت سيلفيا تبكي في أحضان والدها للمرة الألف قائلة له بمرارة : ذلك العاهر أخدها مجددا ، ألا يموت ؟ ألن نجد طريقة للتخلص منه ..

ربت روبيرتو على شعرها و قال : لا بأس لقد قمنا باحتياطنا هذه المرة ، مايكل الان يتصل ببعض رؤساء المافيا ، من الجيد أن اننا نعلم أن لديه عاهرة في ذلك القصر ، اذن فتلك خيانة لابنتك و بالتالي سوف نستعيدها ... 

دخل مايكل اليهم و قال بحماس : أعتقد ان الفتاة لازلت في القصر عنده ، فلا أحد لمحها قد خرجت ، و قد أعلمت باقي رؤساء العائلات و هم في طريقهم اليه ، اهدي الأن ، و على الأغلب سوف تكون ابنتك عندك غدا  ...

مسحت سيليفا دموعها ، شاعرة بالأمل ، بينما نظر مايكل الى روبيرتو في قيلة حيلة ، فهذا الرجل فعلا لا يقهر ... 

----------------------------------------------------

بعد ذلك العشاء الذي جمعهما ، كان الصمت هو المسيطر عليهما ، شعر بأنها قد أستفذت كل طاقتها ، لكنه كان مخطئا للغاية ، بعد تلك المكالمة مع ابنته ، سمع اصوات تكسير في جناحها ، و عندما وصل اليها كان الجناح يعم في فوضى كبيرة ، الأثاث مكسور ، و الأغراض مبعثرة أرضا ، كانت واقفة في منتصف الغرفة تلهث غضبا ، ليقول لها بلامبالاة : لم أحب ديكور هذا الجناح أساسا ، لا بأس سوف نغيره .. 

صرخت به بعد أن شارفت على الجنون : سوف أكسر كل شيء في القصر اللعين الى أن تمنحني حريتي ... 

هز حاجبيه في تعجب : لقد عقدنا اتفاقا يا حلوتي ... 

نظرت اليه بحدة : و انا لا أحتمل البقاء هنا ، كل شيء هنا يذكرني بذكريات أتمنى أن تختفي من حياتي ، ذكريات لا تمنحني الا الألم .. 

اقترب منها و طالعها بشغف شديد قائلا برجاء : و هل منحتك الألم فحسب ؟ أعتقد انني منحتك بعضا من المتعة ، قليلا من السعادة ، الا يشفع لي هذا  ؟
ابتعدت عنه قائلة  بنبرة خانقة : لقد شفع لك ذلك حين كنت دمية لا عقل لها سوى طاعتك أما الأن فلن يشفع لك شيء
هز رأسه بتفهم و زم شفتيه محاولا التحكم في نفسه ، فقد كانت فاتنة ، اي امرأة هذه التي حتى في ثورة غضبها تكاد تنفجر أنوثة و جمالا...
نظر إليها بحدة متفحصا كل أجزاء جسدها قائلا: ما هو تعريفك لحريتك ؟
قالت بدون تردد : أن نتطلق
في تلك اللحظة لم يحتمل اكثر و امسكها من ذراعيها جاذبا إياها اليه : اذن اسمعي جيدا ، حريتك ملكي ، انفاسك ملكي ، انت ملكي ، و إلى آخر دقيقة في عمري ، يمكنك الحصول على حريتك حين اموت ...
كانت لمسته تحرق جلدها ، و نظراته تتخلل الى روحها ، في لحظة كانت ثورة غضبها تبلغ عنان السماء و في لحظة اخرى أصبح القطة الوديعة ، تجعله يتسأل أي سحر تمتلك هذه المرأة كي تجعله مثل الطفل الصغير المتعلق بها ... 

قطع تلك اللحظة قرع في الباب ، و حارس يستأذن في الدخول ، نظر أدم الى ملابسها القصيرة و صرخ : اياك و الدخول .. 

تركها و خرج ، انها غارقة في بحر من التفكير اللامتناهي ، عليها أن تجد فكرة ما ، أو أسلوبا ما معه ، كي يتركها ، لقد سئمت من كل هذا ، سئمت مما تعيشه الأن  من خوف و رعب ، و ترقب مما قد يفعله بها هذا الوحش ... 

فكرت قليلا في الاستعانة بوالدتها ، لقد قامت بخطفها مرتين ، لن يكون من الصعب أن تختطفها مرة أخرى ان أرادت ذلك ، لكن يبقى اشكال والدها الذي لا تعلم ماذا تفعل حيالها ، احيانا تنتابها وساوس حول أن أدم قد قام باهمال والدها الى أن وصلت حالته الى هذا السوء 

----------------------------------------

هندم أدم نفسه و هو يدخل الى القاعة الذي يجلس فيها ثلاثة من رؤساء المافيا ، وقفوا احتراما له ، و تصافح مع الجميع جلس على مقعده على رأس الطاولة و تحدث برسمية  موجهة كلامه الى اكبر فرد فيهم : كيف يمكنني مساعدتك كاسل ؟

ابتسم كاسل بهدوء و قال بتلميح : أعتقد أننا هنا لمساعدتك انت 

رفع أدم حاجبيه بتعجب و اشار له بالشرح ، قال كاسل بنبرة متعالية: ربما نحن مجموعة من الأوغاد يا ميديتشي ، لكننا لا نخون زوجاتنا أبدا .. 

قضب أدم حاجبيه قائلا : هل تشير الى أنني أخون زوجتي ؟ 

هز كاسل رأسه ، ليريح أدم ظهره و يقول : و هل لديك دليل على ذلك ؟ 

تكلم أحد الرجلان الأخران قائلا : الفتاة موجودة هنا .... أنها خادمة كانت تعمل لديك و قد احتفظت بها لمتعتك الخاصة .. 

لم يستوعب أدم ما قيل له : ما هذا الهراء ؟ ... انا لم ... 

لحظات و استوعب أن من يتحدث عنها هي ابنته ، لقد كانت خادمة لديه قبل أن يكتشف الحقيقة ، نظر ادم الى كاسل و قال له  بلامبالاة : تلك الفتاة مجرد نزوة عابرة في حياتي ، و قد تخلصت منها ... 

نظر اليه كاسل بشك و قال : أتسمح لنا بالتأكد ؟ 

هز أدم رأسه بالموافقة ، و اتجه نحو غرفة ليلا يأمرها بان تلبس شيء محترما ، و التي فعلت ذلك على مضض ، و وقفت بجانبه ، كانت غير مستوعبة لماذا يقوموا رجال ما بتفتيش البيت ، اقترب منهما كاسل و حيى ليلا باقتضاب و سألها : هل زوجك يقيم أي علاقة خارج اطار زواجكم ؟ هل تشكين بذلك ؟ 

استغربت ليلا ما يقوله هذا الرجل ، و نظرت الى أدم الذي شجعها على الاجابة فقالت بصدق : لم أرى او احس بشيء من هذا القبيل .. 

هز كاسل رأسه بتفهم و كاد أن يطرح سؤالا أخر ، ليقاطعه أدم : انت لم تأتي الى هنا من تلقاء نفسك ، روبيرتو أو ابنته سيلفيا .. 

تنبهت حواس ليلا ما أن نطق اسم والدتها و تابعت حديثهما بفضول ، رد كاسل بارهاق : لا يهم يا ميديتشي ، المهم أن تلتزم بما عليك فقط ... 

ابتسم أدم بهدوء و قال باستفزاز : من الغريب أنك انت من تعطيني محاضرة في الوفاء للزوجة ، و قد ضاجعت نساءا أكثر من شجر الغابات الاستوائية .. 

زم كاسل شفتيه في ضيق و نظر ورائه الى الرجال الذين عادوا من تفتيشهم و أخبروه أنه لا أثر لأي فتاة في القصر ، نظر كاسل الى الفاتنة التي تقف بجانب أدم و قال باستفزاز : ربما لو كنت متزوجا بامرأة في مثل جمالها ، حينها لن أخون أبدا ... 

لم يتمالك أدم نفسه و لكمه بقوة أسقطته أرضا ، شهقت ليلا بعنف من فعلته تلك ، بينما سارع الأخرون الى حمله و اخراجه من القصر ، لحظات و فرغت القاعة الا من ليلا و زوجها ، هذا الأخير الذي وقف بطوله الفارع أمامها و قال بلطف : يمكنك العودة الى غرفتك يا حلوتي ... 

مشت خطوات بصدمة و هي تحدث نفسها : انه مجنون ، مستحيل أن يكون هذا الرجل عاديا... 

لكنها في طريقها اكتشفت شيئا قد تكرر مرات عديدة ، انه يغار عليها للغاية ، ربما تستطيع ان تستخدم تلك النقطة من أجل دفعه الى الجنون و تطليقها ... بدت لها في تلك اللحظة انها فكرة مجنونة نوعا ما ، لكن أين هو العقل في كل كا تمر به منذ أن التقت بأدم ..

كان أدم يمشي ورائها و يفكر في نوبة غضبها السابقة ، ربما تلك الطبيبة محقة في كلامها ، ربما تحتاج ليلا طبيبا نفسيا ، هو لا يريد لغضبها هذا أن يستمر الى الأبد ... 

--------------------------------

* كيف أنها غير موجودة ، هل انت متأكد ؟ 

ضغط كاسل على أنفه المتورم بكيس من الثلج : نعم يا سيدتي ، لقد بحث الحرا س في كل أنحاء القصر ، يقول انها كانت مجرد شيء مؤقت و قد تركها .. 

سأله مايكل بفضول : هو من فعل بك هذا ؟ 

طأطأ كاسل رأسه ارضا خائفا من ان يكرر مايكل الفعلة اذا عرف أن هذا حدث بسبب مغازلته لليلة .. 

سألته سيلفيا : ماذا عن ابنتي ؟ هل رأيتها ، هل هي بخير ؟ 

هز كاسل رأسه : هي بخير تماما ، و بصحة جيدة و اعتقد أننا قمنا بواجبنا ، استأذن في الانصراف .. 

انصرف و أمسكت سيلفيا بخصلات شعرها قائلة : لن ينتهي هذا الكابوس ، سوف نضل تحت رحمة ذلك الوغد ما بقي من حياتنا البائسة ... 

لم يتكلم مايكل بل خرج مباشرة ، يود أن يجد طريقة يتخلص بها من هذا المعتوه الذي يرفض أن يستسلم .... 

-------------------------------

كادت ليلا أن تدخل غرفتها لكن أدم أمسكها من يدها و جرها نحو غرفته ،حاولت تحرير نفسها و قالت له بغضب : أتركني ، أريد النوم في غرفتي .. 

قال بلامبالاة : من الجيد انك تضفين ياء الملكية الى شيء ما في هذا القصر ... 

اخرستها تلك الجملة ، و ابتسم بانتصار ، أدخلها الى غرفته ، و ترك يدها بعد أن أغلق الباب ، استدارت اليه كي تبدأ المشاجرة ، الا أنها فوجئت به يخلع ملابسه ، لتسأله بتوتر : ماذا تفعل ؟ 

ابتسم لها بخبث : ما يفعله أي زوج جيد ، يجعل زوجته سعيدة ...  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفصل 12 من رواية الابنة المزيفة

الفصل 14 من رواية الابنة المزيفة

الفصل 13 من رواية الابنة المزيفة