الفصل 28 من رواية الابنة المزيفة


.........

دفعها الى الداخل بقوة ، و أمسك خصلات شعره ، كأنه على شفى حفرة من الانهيار ، أنفاسه الغاضبة كانت تبعث الخوف في روحها.. 

ان غضبها منه اعماها عن رؤية نتيجة تصرفاتها الطائشة ، و ها هي الأن تحت رحمته مجددا ، كانت تختلس اليه النظر ، عضلاته تتشنج باستمرار ، و كأنه يستعد لعراك ما ، كتمت أنفاسها حين سمعت صوت خطواته يقترب منها 

يا لها من امرأة غريبة في لحظة كانت تثور عليه برقصتها غير عابئة بأي شيء و في لحظة أخرى تحبس أنفاسها خوفا من أن تثير غيضه ... 

لكنها كانت امرأة التناقض منذ عرفها ، امرأة الابيض و الاسود و ما بينهما ، كان عليه أن يتوقع منها ذلك ، فسيدة مثلها سوف تثور لأنوثتها بالتأكيد ... 

لحظات من حبس الأنفاس استمتع بها أدم ، و سره خوفها ذلك ، ذلك دليل أنها لم تكسر بعد القوقعة التي وضعها بها منذ أن دخلت حياته، ربما نظنه تخلفا لكن أدم ينتمي الى جيل من الرجال يرى في الخوف هيبة ... احتراما و تقديرا لكن ليس حبا ... 

و في تلك اللحظة فقط خطر له انها ربما لا تحبه ، ربما شعرت ببعض من المشاعر اتجاهه في الماضي لكن بعد كل ما حدث لابد أنها كرهته ، أراقته تلك الخاطرة كثيرا ، كيف للمراة التي يعشقها أكثر من نفسه ان تكرهه ، ثم خطرت له فكرة يتأكد بها من أن كانت لديها مشاعر اتجاهه ... تحدث بصوت هادئ : ارقصي لي
نظرت له باستغراب من طلبه ذلك خاصة بعد ثورة غضبه تلك ليكرر ما قاله:  هيا ارقصي ، لقد كنتي تقيمين حفلا راقصا للحرس ، ارقصي لزوجك الذي من حقه أن يرى جسمك ..

جلس على الأريكة المقابلة لها و بدأ يتطلع اليها بهدوء ، شعرت بالغرابة من كلامه ذلك ،أين العقاب ، و أين الغضب و أين الصراخ ..

تطلع اليها بشغف شديد ، لقد رأت تلك النظرة من قبل ، تلك النظرة هي نفسها التي رمقها بها قبل تلك الحفلة المشؤومة ، كم أحبت تلك النظرة من مشاعر داخلها ، همست بصوت مبحوح  مملوء أنوثة و هي تحاول التملص من ذلك الطلب : ليس هناك موسيقى ... 

أخرج هاتفه و وضع بضعا منها ، بدأت حركاتها  تتخد حيزا في المكان ، في البداية كانت مجرد حركات خجولة ، ثم أصبح مع الوقت أكثر جراة و كأنها تتعمد ذلك تريد ان تجعله يندم على ما فعله ، كانت يتفحص كل تفاصيلها و كأنها تمثال لألهة اغريقية ، يحاول ان لا تفوته أي تفصيلة مهما كانت بسيطة .. 

تمايلت ليلا و تمايل معها قلبه ، تمايلت مجددا و عاد به الزمن الى تلك الأمسية التي قادته قدماه الى حانة سانت مورينيو ، حيث شاهدها لأول مرة و أقسم بان يحصل عليها بأي طريقة ما ، حينها فقط وضع خطة أن تصبح ابنته فقط كي يحصل على وقت معها ... 

كانت ليلا ترقص بنوع من المشاعر المختلطة ، خوف و توتر ، لكنها بطريقة ما تعلم أنه لن يأذيها ، لا تعلم من أين أتتها تلك الثقة به ، لكنها كانت واثقة ، فتلك النظرة فقط قد منحتها أملا أن الرجل الذي قابلته منذ شهر قد عاد مجددا ... 

اكتسبت حركاتها جرأة أكثر ، و باتت السيطرة على نفسه أصعب ، فرجولته أصبحت تطلب أنوثتها بقوة ، و قد بدت على جسده معالم الاثارة ، احمرت وجنتاها حين لاحظت ذلك ، و توقفت عن الرقص ، ليقول بصوت لاهث مملوء بالاثارة : لم أطلب منك أن تتوقفي .. 

شبكت يديها في بعضهما البعض و قالت في حرج : أفضل التوقف الأن ، قبل أن نصل الى شيء لا أريده ...

وقف أمامها بطوله الفارع ، و رفع ذقنها كي تقابل نظراته الراغبة بها و قال بحب : و ما أدراكي أنك لا تريدينه ؟ 

احمر وجهها كوردة برية في الربيع و تلعثمت في الحديث ، و حاولت أن تقول شيئا لكن نظراته كانت تخترق روحها ، ابتعدت عنه بسرعة و قالت و هي تولي ظهرها له : و لما أريد شيئا مماثلا من رجل تفنن في تعذيبي ، و لم يصدق كلمة مما قلت ... 

و بقدر ما كان يتحاشى هذه المواجهة الا انه حان وقتها : و ماذا كنت تنتظرين من رجل فقد كل عائلته في يوم واحد ؟ 

نظر اليه بألم : و ما ذنبي انا ؟ لقد كنت في صفك دائما ، لماذا أدفع ثمنا لم أجنه على نفسي .. 

زم شفتيه في ندم شديد : لم أكن أريد ذلك صديقيني ، لقد كنت مجروحا و مازلت ، حين وصلتني معلومة أنها والدتك ، كان جحيم عقلي قد اشتعل بالفعل .... انا ... أنا ... أنا اعلم ان الاعتذار لا محل له في هذه الحالة ، لكني مازلت مؤمنا أن الرحمة لازلت تقبع في قلبك كالصلاة ... و أتمنى ..

قاطعته بسخرية قائلة : أن أسامحك أليس كذلك ؟ ثم ماذا ؟ سوف تشك بي يوما ما و تجعلني أمر بما مررت به مجددا ... 

هز رأسه نافيا : لن أفعل ذلك مجددا ، انا اعدك ... 

تجمعت الدموع في عينيها قائلة بحزن : و وعدتنا في يوم ما ان كل شيء سيكون بخير ، هل كل شيء بخير الأن ؟ 

لم يجد ما يجيبها و اخفظ رأسه في قهر ، بينما انصرفت هي ، عاد و جلس مجددا في مكانه ، ان الطريق الى كسب ثقتها أصعب مما كان يتصور ، لكنه لن يستسلم و سوف يحاول مجددا ...

------------------------------------------

بعد مرور عدة أيام 

وقفت ماريا تضع توضب حقائبها هي و والدتها ، فقد حان موعد عودتهم الى ميلانو ، أو هكذا أحست ماريا ، لكن كاميلا كانت في عالم أخر ، تفكر فقط في تلك اللحظة التي سوف يقع نظرها على أدم ، فمنذ ان تركها هنا لم يعد ليراها ، و حتى اوراق طلاقهما سواها المحامي ، و رغم أنها سألت ابنتها عنه مرات عديدة الا انها مازلت تشعر برجفة تسري في أوصالها كلما فكرت في الموضوع .. 

لاحظت ماريا حالة والدتها و ربتت على كتفها بلطف : سوف يكون أبي سعيدا برؤيتنا 

تنهدت كاميلا بأمل قائلة : أتمنى ذلك .. 

انضم اليهما ألكس قائلا بصوت مليء بالحيوية : اذا انتهيت من الحقائب ، سوف أضعها في السيارة 

هزت ماريا رأسها بالموافقة ، و شكرته كاميلا بصوت حنون : شكرا لك ، لقد ارهقناك للغاية .. 

ابتسم لها ألكس بلطف : العفو سيدتي ، انا في الخدمة دائما .. 

قالت ماريا بعبث : هي تناديها سيدتي ، وانا يا فتاة ، يا له من عدل 

انبتها كاميلا برفق : عيب يا صغيرتي ،انه صديق والدك و شريكه ، تحدثي بأدب ... 

 حمل ألكس الأمتعة و قال بمزاح : دعيها سيدتي لقد اعتدت على طفولتها تلك ... 

شهقت ماريا بانزعاج و رمته بوسادة استطاع تفاديها كونه غادر الغرفة ، و صرخت به : يا لك من متعال ، و انا لست طفلة ... 

اسرعت كاميلا الى تهدئة ابنتها قائلة : هو يمزح معك يا ماريا ، ماذا دهاكي ؟ 

لم تجد ماريا أي تفسير لما فعلته ، و قالت بهرولة : هيا ، هيا ، سوف تفوتنا الطائرة ... 

--------------------------------------------

بعض ساعات كانت كفيلة لوصول كل من كاميلا و ابنتها و ألكس الى ذلك القصر ، كاد أن يقوم الحرس بتولي أمر الأمتعة لكن ماريا منعتهم من ذلك فهي تعلم أن اقامتهم لن تكون هنا لكن كاميلا لم تنتبه الى كل هذا، فقد وقفت أمام ذلك القصر بلهفة و شوق شديد ، لقد مضى أكثر من عشر سنوات منذ كانت هنا ، يالا سخرية القدر ، لقد كانت تعتبره سجنا و اليوم هي سعيدة بالعودة اليه ... 

كان هناك رجل يقف أمام الباب ، رجل كانت تعرفه منذ وقت طويل ، لكنه يبدوا أكبر سنا و أكثر حدة ، مشت بخطوات ثقيلة اليه ، بينما لم يتحرك هو قيد نملة ، اقتربت منه ، و تطلعت الى ملامحه ، و ابتسمت له بشوق شديد : ظننت أني لن أراك مجددا في حياتي 

كان يراها و هي تتقدم اليه ، شيء ما منعه من اتخاد أي خطوة اتجاهها ، ربما الشعور بالذنب بما فعل بها و ربما الخبر الذي يحمله في جعبته ، و حين وقفت أمامه و تامل ملامحها ، بدت أكبر سنا لكنها لم تفقد جمالها بالتأكيد ، جملتها التي قالتها هي الشيء الوحيد الذي جعله يفيق من تأمله لها ، ليقول بصدق : و انا كذلك .. 

عانقته بقوة و لم يملك أن يمنعها ، لقد حرمها من الحياة عشر سنوات ، من الحقارة أن يمنعها من عناق أيضا ، لكنه لم يكن يعلم أن هناك من يراقب هذا المظهر من الأعلى ، و كادت عيناها تكاد تقدح شرارا ، خصوصا انها تعلم تماما من تلك المرأة فقد رأت صورها من قبل تزين العديد من الصور في قصر لاهاي ، انها زوجته السابقة بالتأكيد ، و لشدة تركيزها لم تلاحظ تلك الفتاة التي تبعد خطوات عن أدم و كاميلا ، صفقت الستارة بعنف و عادت الى مكانها بغضب قائلة : الكاذب ، لازال يحبها بالتأكيد و قد احضرها الى هنا كي يكمل سلسلة اذلالي بها ... 

انهت كاميلا ذلك العناق حين سمعت صوت ابنتها الصارخ : أبي .. 

و اندفعت ماريا الى أحضان والدها الذي حملها بحب شديد قائلا بشوق شديد و هو يقبلها : يا الهي كم اشقت لك ... 

تمنت كاميلا لو انه بادلها نفس الحرارة لكنها تحفظه أكثر من نفسها ، أدم ميديتشي لا يظهر مشاعره الا لابنته ... 

دخل الجميع الى الداخل و قام أدم بالاشارة الى ألكس باللحاق بهم ، لكنه اقترب منه و قال له بمزاح : اتركني يا رجل ، لقد اشتقت الى شقتي و عاهراتي ... 

بادله أدم الابتسامة و أومأ له بالذهاب ، و الحقيقة ان ألكس كان سيجن من تلك الصغيرة التي أصبحت عالمه الكامل في  مدة قصيرة ، هو يعلم انه ليس الرجل المناسب لها حتى بعد ان تكبر ، لذلك قرر تجنبها دائما .... 

دخل أدم وراء كلا المرأتين و سألته ماريا بفضول : أين ألكس ؟ 

عبث بخصلاتها قائلة : لديه أعمال يجب عليه انهائها .. 

قالت كاميلا بلطف : لم يتسنى لنا شكره بالشكل الكافي ، لقد فعل الكثير من أجلنا .. 

كان أدم مندهشا من نبرة الطيبة و اللطف في نبرة طليقته ، أين ذلك الغرور و العجرفة ، أين ذلك الاندفاع و الهنعجية ، قال أدم بنبرة هادئة : لا بأس ، سوف أشكره نيابة عنكم ، كيف كانت الرحلة ؟ 

ردت ماريا بسرعة : جيدة للغاية ، رغم أنني خفت كثيرا عندما أقلعت الطائرة .. و استرسلت ماريا في الحديث أكثر

نظرت كاميلا الى أدم الذي كان يصغي الى ابنته بحب شديد و يشاركها الحديث أيضا ، و لم تشعر برغبة في قول أي شيء سوى تأمل هذه اللحظة ... 

بعد بعض دقائق نهضت ماريا من مكانها و قالت : سوف أقوم بتناول شيء ما في المطبخ ، و قما انتما بالحديث قليلا ... 

أخبرتها كاميلا بصوت حنون : اصابك الجوع من ثرثرتك ... 

فيما أخبرها أدم أن تطلب من أحد الخادمات ان تحضر لها شيئا ، هزت رأسها بالموافقة و خرجت ، فعلت ذلك لأنها تريد لوالديها أن يحظيا ببعض الوقت للحديث بعيدا عنها .. 

 تنهدت كاميلا قائلة : مر وقت طويل أليس كذلك ؟ 

همهم أدم بالموافقة : عشر سنوات ربما .. 

قالت هي محددة : عشر سنوات و خمسة أشهر و عشرون يوما ، عندما تكون محتجزا يصبح عد الوقت عادة  .. 

هز رأسه موافقا لكلامها و قال بصراحة : لا اعلم حتى بما أبدأ ... لكنك تعلمين جيدا أنني لم أكن أريد أن أفعل ذلك بك .. 

ابتسمت بسخرية :لا أنت كنت تفضل قتلي الحقيقة ..

ضحك هو قائلا : خنقا حتى الموت ... 

شاركته الضحك قائلة : لم تتغير كثيرا ، ربما بعض التجاعيد هنا و هناك و قليل من الخصلات البيضاء لكنك من الداخل لازلت أنت 

نظر اليها بحيرة ، لا يعلم ماذا يقول ، فهو قد تغير بالفعل ، لقد عرف قلبه الحب أخيرا ، قال بنوع من المجاملة : و انت أيضا لم تتغيري ، و كأن السنوات لم تترك عليك أثرا ... 

اشارت بيدها : دعك من المجاملات ، لم تكن مجالك منذ أن عرفتك ... 

سره كثيرا أنها لا تحمل في قلبها أي من الضغائن اتجاهه ، ربما بقائها في تلك المصحة قد عالج الكثير و ليس فقط ذلك الانتهيار العصبي الذي كانت تعانيه 

قال  بنبرة جادة : انا سعيد أنك بخير ، و أسعد أن ابنتنا قد عادت الى أحضاننا مجددا 

قالت هي بنبرة حالمة : و عائلتنا قد عادت مجددا 

تشنجت عضلاته من تلك الجملة الأخيرة و لاحظت هي ذلك فقالت بحيرة : توجد امرأة في حياتك ؟ 

نظر اليها بتوتر كمجرم أمسك بجرمه ، و قال باقتضاب : زوجة 

استغرقها الأمر بضع لحظات كي تستوعب ذلك ، وسألته بنوع من عدم التصديق : متى حدث هذا ؟ 

أجاب بصدق : منذ اسبوعين .. 

لا تعلم اذا كان يجب عليها أن تكون سعيدة أن الأمر استغرقه عشر سنوات حتى ينساها ، ام أن تحزن أن الرجل الذي أحبته لم يعد متاحا لها ، سألته مجددا : تحبها ؟ 

هز رأسه موافقا ، ابتسمت له سائلة : أكثر مما أحببتني ؟ 

شعر بالخجل من الاجابة من ذلك السؤال ، ليغير الموضوع : انا من طلبت من ماريا ألا تخبرك بأي شيء ، لذلك لا تحمليها المسؤولية 

قالت باعتراض : لا أحب ذلك الاسم ، احب اسم ليلا الذي اختارناه لها .. 

قال باقتضاب : هي من أرادت الاسم كاميلا ، دعيها تحصل عليه ...

لم يعجبها رد أدم ، و كانها وجدت مهربا لها من حقيقة زواجه من امرأة أخرى فقالت بضيق شديد : كيف لك أن تسمح لها بذلك  ، انا ... 

قاطعها قائلا : ليلا اسم زوجتي أيضا 

سكتت كاميلا للمرة التانية ، و أخفضت رأسها ممسكة بخصلات شعرها ، ربت أدم على رأسها و انسحبت من أمامه : اياك يا أدم اياك 

وقفت أمامه و هي عاقدة ذراعيها ليقول بسخرية : الان أصبحتي كاميلا التي أعرفها .. 

لانت ملامح غضبها و قالت بحيرة : من حقي أن أغضب ... انا ... انا .. أنا كنت قادمة أحمل أمالا و ... 

وقف أمامها و بدا له انها على وشك الانهيار بكاءا ، لذلك قام باحتضانها قائلا : انا أسف ... لم اود ذلك أيضا ... لكن هكذا هو الحب ... و كذلك اعلم جيدا انك سوف تجيدنه يوما ما ... 

---------------------------------------

حين استجمعت ليلا قواها كي تنظر مجددا عبر النافذة كانوا قد اختفوا من الخارج ، هذا يعني أنهم دخلوا ، ظلت تقطع غرفتها ذهابا و مجيئا مفكرة ، ثم طرأعلى بالها ، انا تسلل الى الرواق ربما تسمع شيئا مما يدور ، خرجت تمشي بهدوء شديد ، الى أن اصدمت بفتاة ما ، اعتذر بلطف ، و قامت ماريا بقضم شطيرتها قائلة : لا بأس انا من لم تنتبه ، لقد كنت أكل 

حدقت ماريا نحو وجه الفتاة و توقفت عن المضغ بالعة كل ما في فمها فهي تعلم من تكون ، بدا لليلا ان وجه ماريا مألوف أيضا لكنها لم تستطع تذكر من تكون ، بعفوية شديدة قالت ماريا : 

حين التقينا كنت أنا خادمته و أنت ابنته 

و اليوم أنا ابنته و أنت زوجته 

يا لا سخرية القدر .. ...









تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الفصل 12 من رواية الابنة المزيفة

الفصل 14 من رواية الابنة المزيفة

الفصل 13 من رواية الابنة المزيفة