تابع نهاية رواية الابنة المزيفة
بعد أسبوع
في مكان أخر و و في بلد أخر
كانت ليلا أنهت رقصتها تلك على أشهر مسارح لندن ، و احست بزوج من الأعين قد حفظتهما عن ظهر قلب يراقبنها ، تعرفت على ملامحه التي بدت أكثر وسامة عن ذي قبل ، كاد قلبها أن يقفز من صدرها هارعا الى أحضانه الا أنها تمالك نفسها ، و كل ما منحته هو نظرة واثقة بعد أن سمعت تصفيق الجماهير الغفيرة و انسحبت بهدوء
فقد انتقلت منذ سنة بعد أن انتهى والدها من علاجه الى لندن حيث وجدت لها والدتها هذا العمل في مسرح محترم ، و رغم غضب ليلا منها لفعلتها الا انها سمحت لها بأن تكون في حياتها حتى و لو بصفة صغيرة ، ففي النهاية كانت تعلم أنه لا مكان لها في حياة أدم بعد عودة ابنته الحقيقية بالفعل .. و تريد أيضا ان تبتعد عن المدينة التي كسر فيها قلبها ..
عادت ليلا الى غرفتها و جلست أمام مرأتها و هي تضع يديها على صدرها من صدمتها و سعادتها ، ظلت تحاول أن تهدأ من روعها ، أنفاسها المتلاحقة ، هل هو فعلا أم أنه مجرد حلم ، و كأن التاريخ يعيد نفسه
ثم سمعت صوت دق الباب و تبعه دخوله المهيب الى غرفتها ، هناك رجال لا يزيدهم العمر الا هيبة و وقار و كان أدم بالتأكيد منهم ، تأمل جمالها الخلاب ، كانت تبدوا فاتنة للغاية ، أصبحت امرأة تسلب الأنظار و كان يمنع نفسه من قتل كل من كانوا في المسرح الليلة من غيرته الشديدة ، نظرت بعبث و هي تتأمله قالت بثقة ممزوجة بالمزاح : ماذا تريدني أن أكون هذه المرة حفيدتك ؟
ضحك بشدة و هو يخلل خصلات شعره : أبدوا عجوزا لهذه الدرجة يا عزيزتي ، لكن ماذا عساي أقول هذا ما فعله بي فراقك ...
اقترب منها بينما ظلت ترى انعاكسه في المرأة و همس لها : ازدت جمالا يا حلوتي
قالت بنبرة حزينة : ظننتك لن تأتي أبدا ...
احتضنها من الخلف فدبت قشريرة في جسدها ، همس لها بالقرب من أذنها :تأخرت أنا أعلم لكن الأمر لم سهلا ... و لك الحق أن تعاتبني و تغضبي مني ...
قاطعته و هي تضع يديها على يديه المحتضنتين خصرها : لا .. لم أعد اريد عتابا و لا خصاما ، يكفي ما ضاع من العمر ..
دفع رأسه في رقبتها و قبلها قائلا : لم تري أي أحد خلال السنتين الماضيتين أليس كذلك ؟
أنت بخفوت من تأثير لمسته و قالت و هي تشير الى سلسلته التي تسكن رقبتها منذ سنتين : لم أجد رجلا يدفعني الى حافة الجنون مثلك ،أو بمعنى أصح لم أكن أريد أن أجد غيرك و أنت ..
قام بلفها اليه و شدها أكثر الى أحضانه قائلا بشغف : أريدك ، أما لأولادي ، و حبيبة لقلبي ...
قالت له بتأثر و هي تطالعه بحب : سوف يكلفك هذا الكثير ، و لا أريد أموالا ، أريد الكثير من الحب ، و الصدق ، و الأمان ...
ابتسم لها بحب و هي يقبل رقبتها قائلا : و معهم الكثير من القبل و كل ما تريدنه يا حلوتي ...
قالت بتفكير : و ماذا عن ماريا و طليقتك ؟
قال بنوع من الانزعاج : بالنسبة الى كاميلا فنحن اتفقنا ان نكون صديقين من أجل ماريا أما ماريا فهي تقوم بصفقة ما هي موافقة على علاقتنا مقابل أن أوافق على علاقتها بألكس ، صديقي الوحيد و شريكي في العمل ، والذي على علاقة بها في الخفاء لمدة لا يعلم أحد ...
ضحكت ليلة بقوة : انها ابنتك فعلا ، لا أصدق أنها فعلت هذا بك ... كيف لم تكتشف أمرهما ؟
قضب حاجبيه في انزعاج شديد و أشاح بنظره بعيدا ، لتقوم بتقويم نظره نحوها بكفيه : حسنا ، هي كبيرة بما فيه الكفاية لتقرر ما تريد ، و يكفي أننا سوف نكون معا ..
قال بلهفة عاشق : معا الى الأبد ....
اندفع يقبلها بقوة ، كل منهما يبث أشواقه و حبه للأخر ، و هذه ليست النهاية ، بل البداية ، بداية جديدة لاثنين قد ظلمهما القدر كثيرا ، و أن الأوان أن يكتبا قصتهما الخاصة ، قصة تخلو من الكذب و الخداع ، كل منهما قد تعلم درسا قاسيا من الحياة ، و كل منهما دفع ثمنا غاليا ، و كلاهما تحطما أمام الصعاب التي قابلتهما لكن في النهاية استطاع الحب ينتصر ، و يكتب هو الكلمة الأخيرة ...
خلع معطفه الشتوي و غطاها به و هي يجرها بين أحضانه الى الخارج ، و يعدها بأن يعوضها عن كل شيء حدث ، و يبشرها بمستقبل مشرق بعيد عن الحزن ، لن يملأه سوى السعادة و العديد من الأطفال منها
تمت و الحمد لله
سوي قصه جانبيه 🙏🏻
ردحذف