المشاركات

الفصل 25 من رواية الابنة المزيفة

---------------------------------- " لم أخلق كي أكون قدر أحد ، بل لأصنع قدري وحدي فقط " -اللعنة ، قومي بخياطتها فحسب  صرخ أدم بالطبيبة المعالجة لحالته ، تنهدت هذه الاخرى و قالت بعملية : لا رجل ينهض من فراشه بعد يوم واحد من اصابته برصاصة في صدره ... انت محظوظ أنك لازلت حيا سيد ميديتشي  قال لها بتكهم : لست أي رجل ، و لست محظوظا ، انه قدري ، و قدرك الأن معلق بايقافك لهذا النزيف .. كانت تعقم جرحه و تعيد خياطته مجددا ، بينما كانت ملامحه جامدة للغاية و كأنه لا يشعر بأي ألم ، فهي لم تضع أي مسكن موضعي ، معه حق عندما أخبرها أنه ليس أي رجل ، لم تستطع مقاومة سؤاله : كيف حال السيدة؟  نظر اليها بحدة ، ثم استوعب فجأة انها امراة مثلها و هي من أنقذت حياتها فلا داعي للانفعال ، رد باقتضاب : بخير ..  انهت عملها و ضمدت جرحه مجددا و قالت بقلة حيلة : اذا بقيت على هذه الحالة من الحركة ، سوف تنزف كل يوم الى أخر قطرة منك، عليك بالراحة ...و على السيدة أن ترى طبيبا نفسيا ، الانتحار علامة على مشاكل نفسية ..  لم يرد بشيء و هو ما توقعته منه ، أشار اليها بالخروج ، فقالت باحترام : الى اللقاء س...

الفصل 24 من رواية الابنة المزيفة

" أدركت فقط بعد فقدانك أني كنت مهووس بك "  مرت ليلة هادئة على ميلانو ، لكن لم تكن هادئة على ليلا ، كانت تشعر بضيق شديد لا تعرف ماهيته ، حسنا لقد مات هذا ما يستحقه ، هذا ما كان يجب أن يحدث ، لكن لما عليه أن يموت ببساطة هكذا ، لما لم يدفع ثمن كل ما فعله بها ، لما حتى الموت سهل بالنسبة له ، تمنت لو ظل حيا فقط كي تنتقم منه ، كانت لتفعل أي شيء من أجل أن يتجرع نفس الكأس التي اسقاها منه ...  فكرت في مستقبلها ، و فيما عليها أن تفعل بعد أن تتحسن حالتها ، فكرت في التنازل عن أمواله من أجل والدتها شرط ان تتركها و شانها و لا تبحث عنها مجددا ، و تحتفظ بمبلغ قليل يكفيها للسفر من البلاد كلها ...  ذهبت ذاكرتها الى ذلك القصر الذي يقبع في لاهاي ، لقد أحبته كثيرا ، ربما تحتفظ به و تبقى هناك لما بقي من حياتها ...  نفظت تلك الفكرة من رأسها فكيف لها ان تبقى في قصر قاتل والدها ، و تراجعت عن تلك الفكرة على الفور ...  كانت النافذة قريبة منها لتتأمل السماء و تتنهد في صمت حمل الكثير من الألم ، فهي الأن وحيدة في هذا العالم الكبير تحمل في قلبها جروح لن تشفى مدى الحياة ...  على الجانب ال...

الفصل 23 من رواية الابنة المزيفة

"جسدي الأن مجرد جثة هامدة هل لك أن تسامحي روحي الضعيفة " لم يسمح له القدر بأن يصحح خطئه بل باغته في لحظة ظن فيها انه سيطر على كل شيء ، ظن أنه فاز أخيرا و بقي فقط  أن يخبرها انه ظلمها ، انه مخطئ ، انه ظالم ...  كان مستعدا أن يجثوا على قدميه أمامها ، أن يرجوها أن تسامحه بل قد يتوسل اليها ، كان يحمل من الحب في صدره ما يجعله هو أدم مديتشي ينحني أمام سطوة عشقها ...  لكن تلك الرصاصة وجدت طريقها الى صدره أسرع مما كان يتوقع ، تلك الرصاصة وجدت مسكنا لها بين أضلعه ، ربما وجدتها  هناك داخل قلبه ، ربما وجدت ليلة ...  ممرضون يهرولون به بين أروقة المستشفى ، أطباء يستعدون من أجل ادخاله العمليات ، موظفون يتهامسون حول هوية الرجل الذي سحر ميلانو بقوته و جبروته ...  الأن هو ملقى على سرير يجره العديد من الممرضين المرتعدين أن ذلك الرجل الذي كان يخيف أيا كان بنظرة واحدة ، جثة هامدة ..  ---------------------------------- لم يكن من السهل اخفاء حدث مثل هذا في ميلانو ، و خاصة أن مايكل لم ينوي اخفاء ذلك ، كان يود فقط ان يتأكد ان روحه قد فارقت جسده ، كي يعلن انه هو من قتله أما ال...

الفصل 22من رواية الابنة المزيفة

" و كأن خسارة عائلتي لم تكن كافية حتى أخسرك أنت أيضا  "  في صباح اليوم التالي  كان أدم متيبسا في مكانه ، لم يتحرك قيد نملة ، عندما أتت الطبيبة صباحا كانت مذهولة أنه مزال هناك ، يحدق بها و كأن حياته كلها تعتمد على ذلك ، حيته باحترام بينما رد هو بهزة برأسه ، و راقبها و هي تتفحص علامتها الحيوية ، خرجت الطبيبة و وجدته أمامها مثل الجدار ، هز رأسه مشيرا اليها بأن تتكلم ، رطبت شفتيها في محاولة لصياغة ما ستقوله : الأنسة لازالت في مرحلة حرجة ، تحتاج مزيدا من الوقت ...  صحح لها فورا : أولا الأنسة هي زوجتي  ، تشيرين اليها بسم السيدة مديتشي ، ثانيا أريد أن أدخل لأراها  شعرت الطبيبة أنها ان لم توافق ، فهو لن يتردد لحظة في اقتحام الغرفة ، لذلك هزت رأسها موافقة و أملت عليه بعض النواهي التي يجب أن يمتنع عنها سلامة للمريضة ، فقد اطمئنت قليلا حين عرفت أنها زوجته ، لكنها محاولة انتحار و الأكيد أنه هناك سببا ورائها ، قبل أن تذهب الطبيبة قالت بنبرة رسمية : سيدي ، اذا تبقى لديك قليل من الوقت ، مر الى مكتبي هناك ما أود مناقشته معك بخصوص حالة السيدة ميديتشي  هز أدم رأسه موافق...

الفصل 21 من رواية الابنة المزيفة

------------------------------------------- بعد مرور ثلاثة أيام من الصمت العقابي الذي مارسه أدم على ليلا ، جعلها مثل المجنونة تهذي بانها سبب كل المصائب التي حلت على والدها ، الذي رغم كل ما قاسته معه الا انه لازال الاقرب الى قلبها ...  و لأول مرة منذ أن اعادها الى هذه الغرفة غلبها وهنها و ضعفها و غرقت في نوم يتخلله كوابيس مرعبة ... لكن ذلك لم يستمر كثيرا ... دلو من الماء البارد انسكب على وجهها ، جعلها تنتفض بقوة ، شهقت و هي تستوعب ما فعله بها  ، أمسكها من خصلات شعرها بقوة جاعلا اياها تنهض من مكانها و تقابله ، كان ثملا للغاية ، اخبرها بنبرة مبحوحة : لماذا فعلتي هذا بي ؟ لقد عاملاكي كأنك حفيدتهما الحقيقية ؟ هل استحقا الموت بهذه الطريقة ؟ اخبرني هل استحقا الموت بهذه الطريقة البشعة ؟  صفع جسدها الضعيف الى الحائط لتقول بهستيرية : انا لم أفعل شيئا ، اقسم أني لم أفعل شيئا ، لم أرى والدتي منذ سنوات ، أقسم أنه لا علاقة لي بما حصل لهما  أمسكها من عنقها و شدد قبضته عليها : أيتها الحقيرة ، متى قررتي الانضمام الى حزب والدتك و زوجها العاهرين ؟  هزت رأسها بضعف شديد و هي تحاول ا...

الفصل20 من رواية الابنة المزيفة

  رفعت ليلا عينيها لتقابل عينيه ، لونهما الاخضر بات أكثر قتامة ، و نظرات شيطانية خالصة و كانه رجل أخر و ليس أدم ، اعصابه المشدودة و نبرته الحادة ، و صوته الذي اصبح أكثر خشونة و قسوة كلها اشارات دبت فيها الرعب ، فاذا كان هذا مظهره فماذا سوف تكون افعاله ، تلاشت كل أمالها في ان تثبت برائتها أمامه ، فهو لن يتردد في قتلها  قبل أن تنطق حتى كلمة واحدة .. اقتربت منهما والدتها و حدثته و هي  تضغط على اسنانها من الغضب : سوف تندم كثيرا يا ميديتشي ...  قاطعها بحدة قائلا : بل انت التي لا تودين استيعاب حقيقة ان اللعبة قد انتهت و انا من ربحت ...  ابتسمت له بسخرية : فوز أقل من الخسائر بكثير ... و سوف تخسر أكثر  احمرت عينيه غضبا ، ليتدخل روبيرتو و يبعدها عنه ، بينما كانت ليلا ترتجف من الخوف ، لكنها تحاول ارتداء قناع الجمود الذي سلحتها به الحياة ، كانت تردد داخلها " ان لم يحس بخوفي منه ، لن يستغله ضدي "  كانت تقاوم دموعها بقوة ، فمنذ أقل من شهر كانت تعمل كراقصة عادية في أحد الحانات البسيطة ...  اليوم هي زوجة أقوى رجل مافيا في ميلانو ، و حفيدة رجل يشغل منصبا مهما ، أ...

الفصل 19 من رواية الابنة المزيفة

  ------------ " ستزحف يدي نحو جسدك ، لكن هذه المرة من أجل عقابك و ليس من أجل متعتك " ------- - هل جننتي يا سيلفيا ، كيف تخفين عني هذا الامر ؟ هل كنت تظنين أني لن أعلم ..؟ لكن هذا ليس الاسوء ، الاسوء انني علمت بواسطة أدم ، نظراته لي كانت توحي بأنه يعلم أنه اصابني في مقتل ... صرخ بها روبيرتو بغضب ، الا انها بقيت هادئة في مكانها لم يهتز لها شعرة واحدة ، بل قالت بتحدي :  لن يأخد أحد ابنتي ... مفهوم ؟  اجابها روبيرتو بسخرية :  اخبري هذا لأدم  و البقية ، لانهم موافقون تماما على ما يريده ...  بقيت سيلفيا على جمودها قائلة : ساخدها و نسافر ..  شد روبيرتو شعره بعصبية شديدة مقاطعا اياها  : سوف يقتلك قبل أن تفكري حتى باخراجها من هذا البلد اللعين  فكرت قليلا و قالت بحزن : هل عشت سنوات مريرة احاول فيها الوصول الى ابنتي الوحيدة و الان هو سوف يأخدها مني ...  جلس روبيرتو بجانبها قائلا بانهاك شديد : أعلم ذلك .. و أنا اقدره ... اعلم ما يعني أن تفقدي ابنتك ، لقد فقدتك يوما ما و كان الامر مؤلما للغاية ، لكن علينا القبول مبدئيا على الاقل كي نضمن أنه لن يرتكب...